أورد الخطاب كفة واحدة وهي الأعمال التي تعرض لها الأمريكيون، ولا يزيد مجموع ضحاياها عن بضعة آلاف، وهذه هي الكفة الأخرى
يحتفظ التاريخ للولايات المتحدة الأمريكية بأكثر سجلاته دموية وعنفاً وظلماً، سجل يجعلها من أول نظرة أبعد دولة عن الحرب العادلة!
ولا نستطيع هنا أن نسرد ذلك السجل- ليس لطوله فحسب؛ بل لأنه مقزز أيضاً - لكن نعرض إشارات عابرة منه:
1- قتل الملايين من السكان الأصليين بأمريكا.حسب تقدير البروفيسور الفرنسي تزفتيان تودوروف كتابه الشهير اكتشاف أمريكا يبلغ عددهم (80) مليون نسمه.
2- قتل ملايين الأفارقة ( العبيد ). حسب تقدير المفكر الفرنسي روجيه جارودي يبلغ عددهم (100) مليون نسمه.
3- قتل الملايين من المدنيين في الحربين العالميتين ونلتقط هنا بعض المشاهد:
- إحراق عشرات الألوف من المدنيين في ألمانيا واليابان ( أكثر من ستين مدينة ) قتل فيها أكثر من (400) ألف شخص منهم (100) ألف في طوكيو وحدها.
- كارثة القنبلة النووية على هيروشيما.
- كارثة القنبلة النووية على ناجازاكي.
وهاتان لا تحتاجان إلى تعليق!
إجمالاً إذا كان ضحايا هاتين الحربين عشرات الملايين، فإن لأمريكا النصيب الأكبر من ذلك.
بعد الحرب العالمية الثانية شنت أمريكا حروبها في جنوب شرق آسيا [كوريا، فيتنام، لاوس، كمبوديا، الصين ]
وتشير بعض التقديرات إلى أن (22 مليوناً) من البشر تعرضوا للقتل والتشويه، أكثرهم من المدنيين بل العجائز والأطفال؟
اعترف كيسنجر بثلث هذا الرقم تقريباً، لكن أمريكيين كثيرين واثقون من أن العدد لا يقل عن النصف.